سر الطبيب العجوز

زائر

سر الطبيب العجوز

منذ آلاف السنين ، وفي بلدة من بلاد الصين كان يعيش طبيب عجوز إلا انه لم يكن من اهل البلدة . وقد احاط هذا الطبيب جوّ من الغموض الشديد ، فلم يكن يتحدث الى احد ، ولا يصادق أحدا ، كما أنه لم يكن له زوجة ولا اولاد ، ولم يكن أي من الناس يعرف عن اصل هذا الطبيب الغريب الشأن أي شيء.

* صبي الطبيب *

وكان الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يتحدث معه ، هو الصبي الذي يعمل عنده ، ويساعده في تجاربه وأبحاثه في المعمل . إلا أن الناس لاحظوا شيئاً غريباً ، فكل صبي يعمل عند هذا الطبيب يموت بعد 365 يوماً – أي بعد سنة محسوبة باليوم. فيحيّرهم أمر هذا الطبيب ، حتى انهم كانوا يخافون على اولادهم من العمل خاصة وأن هؤلاء الشبان الذين يريدون العمل عنده ، كانوا كلهم من البالغين الذين يريدون تعلم مهنة الطب ، وكل منهم يتمنى أن يصبح مثله مشهوراً بالمهارة الفائقة والذكاء اللامع في كشف الامراض وعلاجها ، فقد كان لا يستعصي عليه مرض ولا علّة ، وكثيرا ما تغلب على الموت وانتصر عليه ، فشفى أناساً كثيرين أشرفوا على الموت. وكانت هذه المقدرة سبباً في زيادة ازدياد الغموض حول شخصية الطبيب .

* سر الطبيب *

ولم ينتبه الناس الى ان الطبيب هو الذي كان يقتل صبيّه في كل سنة . فما أن يأتي اليوم الاخير من السنة حتى يضع السم له في الاكل ، اذ كان الطبيب العجوز حريصاً على ألا تُفشى اسرار مهنته ، فهو لا يريد أن يكون أحد مثله ، ولا يجيء أحد بعد موته يحصل على مثل شهرته ، وعلى الرغم من أن أهل القرية لم يراودهم الشك في الطبيب إلا أن احد الفتيان في القرية قد تنبّه الى ذلك ، فقرَّر أن يعمل صبيا عند الطبيب العجوز .

* الفتى المحبوب *

وكان هذا الفتى وحيد أمه ، وقد مات ابوه وتركه صغيرا ، وكان اهل القرية يحبون هذا الفتى لتفانيه في خدمتهم وعمله الدائب من اجل سعادة الناس . فلما علموا بقراره بدأوا يحذرونه من العمل عند الطبيب الشيطان الغامض حتى لا يخسروه . ولكن الفتى اصرّ على أن يعمل عنده وأخذ يُطمئن أمه بأنه قد فكر في خطة محكمة للنجاة . وبعد الحاح وبكاء شديدين من أمه إضطرت اخيرا الى الموافقة مستسلمة. وذهب الفتى الى الطبيب وبدأ يعمل عنده ، وفي اليوم الاول سأله الفتى :" انني اعلم انك تحتفظ في معملك بجمجمة حاكم البلدة السابق . أين هي من فضلك؟" .. فأشار له الطبيب العجوز الى الجمجمة وعلى الفور توجه الفتى الى الجمجمة وصفعها بيده ، ثم أخرج ورقم من جيبه ودوّن فيها علامة ، فلم يسأله الطبيب عن السبب ، وإنما بدأ الاثنان يعملان ، وفي اليوم الثاني كرّر الفتى نفس العملية ، ثم دوّن علامة اخرى في الورقة ، ولكن الطبيب لم يسأله أيضاً ، وتكررت العملية في اليوم الثالث والرابع. ومرت الايام ، حتى أصبحت عادة الفتى أن ينهض من النوم فيصفع الجمجمة ثم يدوّن علامة في الورقة ولا يسأله الطبيب عن السبب ، حتى اصبح في الورقة ثلاثمئة وخمسون علامة ، فلم يعد الفتى يصفعها بعد ذلك وهو يعلم أنه لم يتبقَّ على موعد موته اكثر من خمسة عشر يوما.

* سر الجمجمة *

ومرت خمسة أيام اخرى دون أن يصفع الفتى الجمجمة ، فإضطر الطبيب في اليوم السادس أن يسأله عن السبب فيما كان يفعله كل صباح ، ولماذا توقف عن ذلك بعد ثلاثمئة وخمسين يوما فأجابه الفتى :

- أنت تعلم أن في بلدتنا ثلاثمئة وخمسين ساكنا وكلهم يتمنّون أن يصفعوا هذا الحاكم ، فقمت أنا بتلبية رغبة كل واحد منهم.

" وكيف يتمنّون أن يصفعوه وهو الذي قادهم في المعركة الى النصر ، ولولا مهارته في الفروسية لكانوا اليوم من المهزومين؟"

فأجابه الفتى : " هذه حقيقة ، وهم لاينكرون هذا الفضل ولكنهم ساخطون عليه لأنهم بعد ان ولّوه الحكم لم يفكر لهم في مشروع واحد لمستقبلهم ، واليوم هم جياع ، ويرون أنه كان السبب في جوعهم " فصمت الطبيب العجوز لحظة ثم هزَّ رأسه قائلا : " آه .. قد فهمت "

وتوالت الايام بعد ذلك ، والطبيب يفكر في مأساة هذا الرجل الحاكم الى أن سأل نفسه :" ألا يمكن ان يحتقرني الناس ويكرهوني انا ايضا بعد أن أموت".

* اليوم الموعود *

ولكنه لم يستطع ان يجيب نفسه الى ان كان اليوم المحدَّد لموت الفتى ، إذ فاجأ الطبيب بأن احضر له انبوبة بها سمّ ثمّ قال له الفتى :" أليس هذا هو السمّ الذي ستقتلني به كما قتلت من سبقوني؟" فدهش الطبيب ثم ابتسم ووضع يده على كتفه وقال له :" لا يا بني .. لقد كان هذا فيما سبق ، ولكنك نبَّهتني الى شيء هام ، هو انني يجب ان اعمل من اجل الجميع . لذلك قررت بأنه عندما اموت يجب عليك ان تكمل رسالتي ، ولهذا سوف اعلمّك كل اسراري ".

من ثم قرر الطبيب العجوز ان يفتح مدرسة للطب يعلم فيها العشرات من الشبان الذين يتوافدون عليه من مختلف بقاع الارض حتى يصبح العلم والطب من حق الجميع وفي خدمة الجميع

التوبيك جااااااااااااااااااااااااامد زي صحبته
تسلم ايدك ياعمري

زائر

تسلم ايديك يا قمر على المرور الرااااااااااااااائع
والكومينت الجااااااااااامد ده

» من الاذكى الطبيب ام المهندس ؟