blackhorse
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

blackhorse

منتديات بلاك هورس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ورجعنا تانى من جديد مع بعض
كل سنة وانتم طييبن
رمضان كريم

 

 قصة في ضيافة الجن لاتخافون جداً رائعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
Anonymous



قصة في ضيافة الجن لاتخافون جداً رائعة Empty
مُساهمةموضوع: قصة في ضيافة الجن لاتخافون جداً رائعة   قصة في ضيافة الجن لاتخافون جداً رائعة Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 28, 2009 3:49 pm

الجزء الأول

البحث عن لقمة العيش من أحد ألأسباب التي أبعدت الناس عن مسقط
رأسهم و خالد كذلك...

هو شاب في مقتبل العمر يعمل حديثاً في مدينة تبعد ما يقارب
300 كلم عن مسقط رأسه...

في كل عطلة أسبوعية يعود إلى مسقط رأسه, يقضي أياماً بين أهله
و أحبابه ثم يعود ليذوب في زحمة العمل...

هذا الأسبوع سيخرج من عمله متأخراً قليلاً و ذلك لإنجاز عمل
إضافي..

كل دقيقة يقضيها بين أهله كانت تعني له الكثير لذلك كان
متكدراً من هذا التأخير...

هبط الظلام و لم ينهي عمله بعد... فاتته فترة العصر بكل ما
فيها من نشاط و حيوية و ربما لن يصل إلا متأخراً يكون حينها
الوقت قد ضاع ...

ما أن أنهى خالد عمله حتى أنطلق راضاً... وصل لسيارته و
استقلها...

أطلق لها العنان في ذلك الطريق السريع عله يدرك بعضاً مما
فاته...

لم يمض كثيراً على غياب الشمس بيد إن رحلته ما زالت في
بدايتها...

زاد إحساسه بالوحشة طول المسافة و غياب القمر و قلة
السيارات...

وصل إلى نقطة يجب أن يهدئ فيها من سرعته قليلاً, فهي منطقة
لنقطة تفتيش عسكرية مهجورة و ضعت أمامها بعض "المطبات"
الاصطناعية...

خفف من سرعته حتى إذا جاوز نقطة التفتيش بدأ يزيد من سرعته
تدريجياً...

أمامه و على الطريق لمح شيئاً يتحرك... ربما كان كلباً...

أضاء خالد الأنوار العالية لسيارته ليتبين أن ما يتحرك ليس
كلباً و لكن إنسان...

شخص يقطع الطريق من الجهة الأخرى...

نظر إلى الخلف من خلال مرآته ليعطي نفسه الوقت الكافي ليتوقف
إن استدعى الأمر لذلك... كان

كان هناك شاحنه كبيره خلفه لكنها على مسافة بعيده نوعاً ما
... في الجهة ألمقابله كانت سيارة أخرى...

أضاءت السيارة المقابلة من أنوارها ما يعنى أن صاحبها أيضا قد
لاحظ ذالك الشخص الذي يعبر الطريق ببطء ...

الغريب في الأمر أن الشخص قصير جدا...

لا ... لم يكن شخصا عادى...بل كان طفلا ...

بدء يهدئ خالد من سرعته... أما الطفل فمازال في طريق السيارة
القادمة ويتحرك ببطء ...

عبر الطفل الطريق المقابل و أصبح في طريق خالد مباشرا ...

نظر خالد من خلال مرآته إلى الخلف ليجد أن الشاحنة قد اقتربت
منه كثيرا...

أمام خالد عدة خيارات ... يستطيع أن ينحرف بسيارته ويخرج خارج
الطريق إلى المنطقة الترابية حتى يتجاوز الطفل وأيضا يستطيع
أن ينحرف قليلا باتجاه السيارات القادمة ويتجاوز الطفل بسلام
...
المشكلة أن الشاحنة خلف سيارة خالد قد تدهس الطفل فسائقها لا
يعلم بما يحدث...

بسرعة قرر خالد!!!

لحظة!!!!!

لم يكن طفلاً!!! بل كانت طفلة!!!

فتاة صغيرة... اقترب منها خالد بسيارته فلم تعرها أي اهتمام...

أستمر خالد في التخفيف من سرعته حتى إذا وازى الفتاة فتح باب
سيارته و حملها من ذراعها بسرعة و هو يخرج إلى المنطقة
الترابية خارج الطريق و باب السيارة ما زال مفتوحاً...

مرت الشاحنة و سائقها يطلق أبواقها بشدة موجهاً لخالد سيلاً
من الشتائم...

في نفس الوقت عبرت السيارة المقابلة و أبواقها تنطلق بقوة...

تنفس خالد الصعداء بعد أن أنقذ الطفلة و أصبح هو أيضاً في
مأمن من حادث وشيك كاد أن يودي بحياتهما معاً...

وضع خالد الفتاة في حضنه و هو في دهشة من أمرها...

لاحظ خالد أنها خفيفة بخفة ريشة...

ينظر إليها بإعجاب و دهشة...

فتاة صغيرة في الثانية و النصف أو الثالثة من عمرها...
كالقمر...

ترتدي جلباباً أبيض مائل إلى الحُمرة...

شعرها كستنائي اللون ممتد على ظهرها بشكل جديلة...

شعَرَ خالد بجمالها و ولوجها إلى الروح دون عناء...

حاول أن ينظر إلى عينها لكنها كانت تشيح بوجهها عنه...

لم تنظر الفتاة إليه و لم تبكي أيضاً...

عيناها مفتوحتان تنظر إلى البعيد بهدوء عجيب...

لم يكن خالد ينظر إليها فقط بل كان يشعر بها.. غير الطفولة لا
شئ في ملامحها...

لا خوف.. لا رعب.. لا ابتسامة.. و لا حتى تعجب...

ملامح جامدة لكن جميلة...

لم يستطع خالد تحديد الغريب فيها... ما يعرفه أنها أجمل طفلة
رآها يوماً في حياته... براءة...


أين أهلها؟ََ!! و كيف وصلت إلى هنا؟!! هل تراهم من البدو
الذين يعشون في هذه المنطقة؟!! و هل يتركون أطفالهم هائمين
حول الخطر بهذه الطريقة؟!!

تلفت خالد يمنة و يسرى لكنه لم يرى أحداً في إثر الفتاة...

قبلها خالد دون شعور منه فأغلقت عينيها...

رائحتها عبقة, ليست رائحة عطر أو طيب, بل رائحة العشب الأخضر
الندي...

قبَّلَها بعمق فاستكانت... قبَّلّها ثانية و ثالثة فغطت وجهها
بكفيها.. أسره جمالها و بهرته طفولتها...



هم خالد بسؤالها كيف وصلت إلى هذا المكان غير أنه شعر بحركة
غريبة...

شيء ما لفت انتباهه...

نظر إلى النافذة البعيدة عنه ليرى شخصاً واقفاً و قد الصق
وجهه بزجاج النافذة...

كان ينظر إلى خالد باستهجان و هو يُقَبِل الطفلة...

تحرك الشخص إلى الخلف قليلاً و هو ينظر إلى خالد بتوجس و كانت
عيناه تتحركان بشكل غريب جداً...

تحركت الطفلة و نظرت باتجاه الشخص...

سمعها خالد و كأنها تهمس بكلمات...

جمد الشخص في مكانه حرك شفتيه بكلمات لم يسمعها خالد..

ابتعد قليلاً عن النافذة ثم تحرك باتجاه مقدمة السيارة...

دار نصف دورة حول السيارة ليلتف و يقترب من نافذة خالد...

كان خالد يتابعه بنظراته حتى وصل أمام الباب ليتبين لخالد أنه
فتاً في حدود الثانية عشرة من عمره...

التفتت الطفلة إلى خالد... نظرت إلى عينيه مطولاً...

عيناها بلون موج البحر الهادئ... كأن زرقتهما تتماوج...

نقلت بصرها إلى الفتى الغريب و الذي بدوره لم يتحدث مع خالد
بل وجه كلامه إلى الطفلة قائلاً: ما الذي أتى بك إلى هنا؟!!

طبعاً لم تجب الطفلة و كل ما استطاع خالد قوله كان بصوت خافت
جداً...

قال: انتبهوا عليها!!!

حملها الفتى دون أن يعلق على كلام خالد و غادر من نفس الجهة
التي حضر منها

و قبل أن يغيبهما الظلام نظرت الطفلة إلى خالد ثم أبتسمت و
أغلقت عينها و رمت برأسها على كتف الفتى...

سارا قليلاً ثم غابا في الظلام...

كل هذا و خالد واقف يراقب...

سؤال يسأله خالد لنفسه: إذا كانوا يسكنون هذه الجهة فما الذي
أوصل طفلة كهذه إلى الجهة الأخرى من الطريق السريع؟!!



كان خالد كالمشدوه لا يدري ما الذي يحدث... لكنه يعرف أن
رؤيته لهذه الطفلة أشعرته براحة غريبة جداً...

وضع خالد رأسه على مقود السيارة... أغمض عينيه... تنفس بعمق...

ما زال يجد رائحة الطفلة... رائحة جميلة بحق...



فجأة, شعر بطرقات على جوانب سيارته... سيل من الحجارة تُقذف
باتجاهه...

فتح عينيه... نظر حوله ليجد السكون... و السكون فقط...

(خالد من الذين لا يخشون الظلام و لا ترهبهم أخبار الجن...)

ردد بينه و بين نفسه بحنق:" أطفال البدو!!!

لماذا هذا الإزعاج... سأغادر قبل أن يحطموا السيارة "

أدار مقود سيارته و انطلق متابعاً رحلته......



يتبع فما زال للقصة أحداث!!!

الجزء الثاني...


وصل خالد إلى أهله و انشغل مع أصدقاءه لكنه أبداً لم ينسى تلك
الطفلة... خفتها جمالها عبقها و غموضها...

صورتها تستحوذ على مساحة كبيرة من تفكيره...

يتمنى أن يراها مرة أخرى...

يتمنى أن ينظر إلى عينيها...

لم يكن خالد كعادته بين أهله...


بل كان مشغول البال... لا يدري ما الذي يجعل صورة الطفلة
راسخة في ذاكرته...

وعلى غير العادة, تمنى أن تنتهي العطلة الأسبوعية سريعاً
ليعود إلى مقر عمله فربما يصادف الطفلة مرة أخرى


أصبح يرسم صوراً و أحداثاً في عقله...

تارةً يتخيل أنه لو لم يحضر ذلك الفتى لذهب بها إلى أهلها و
وبخهم...

تخيل أيضاً أنه يدخل القرية دخول الفاتحين و هو يحمل الطفلة
فيستقبله الجميع بالشكر و العرفان...


تخيل والدة الطفلة مهرولة إليه باكية فتحتضن الطفلة و تشكره
على صنيعه...

ثم تخبره بأنها فقدتها من أيام ثلاثة...

و تخيل فتاة في ريعان الصبا تقترب منه فتقبل رأسه و دموعها قد
سالت على خديها...

تخيل أن هذه الفتاة هي أختها فتعجب بشهامة خالد ثم تحبه و
تتعلق به...

و كانت هذه أكثر صورة استحوذت على تفكيره و رسمت قراراً يتخذه
لاحقاً

وتارة يتخيل أن أهلها يغدقون عليه بالمال والمجوهرات شكراً
وعرفاناً ...

لكن يعود خالد إلى واقعه... فيحتسب عند الله ويسأل الله أن
يجعل ما فعله لوجهه خالصاً لا رياء فيه ولا شبهه...


ظل خالد على هذا الوضع حتى انتهت العطلة الأسبوعية وحان وقت
عودته إلى حيث عمله...


أنطلق خالدا من رحلة العودة وهو يدافع صورة الطفلة من خياله...

حين أقترب خالدا من نفس المكان... شعر بحاجة ملحه للتوقف...
حاول أن يتجاهل هذا الشعور ويمضي في طريقه لكنه عجز عن ذلك...



فكَّر أن يتوقف ليقضي حاجته إلا أنه كان يحاول الصمود حتى يصل
إلى أقرب استراحة

صورة ولحدة في خيله تحكم تصرفاته...

كان يتخيل شقيقة الطفلة...

, فتاة جميلة تتعلق برجولته و شهامته دوناً عن كل شباب القرية
فتحبه و يحبها ليصورا أجمل قصة حب في تلك الصحراء...



أخيراً قرر خالد... سيتوقف ... يجب أن يقضي حاجته... لن
يستطيع أن يصبر دقيقه واحده , فربما يرى ما يتمنى...



. . ! ! وربما كان يقنع نفسه...



توقف خالد في نفس المكان الذي ظهرت منه الفتاة وجه سيارته على
خارج الطريق وأضاء الأنوار العالية ليجدها أرضا منبسطة جرداء
ممتدة بمد البصر....



أرض خالية...لا شجر فيها ولا بيوت شعر...



أدار مقود السيارة وأتجه بها إلى الجهة الأخرى...



الجهة التي ظهر منها الفتى وغاب فيها بعد أن أخذ الفتاة...



توقع أن يرى شيئاً في هذا الاتجاه...نزل من سيارته... ألقى
نظرة فاحصه شامله ليعود إليه بصره بلا شيء...ارض خاليه...

جلس خالد وقضى حاجته... وما أن انتهى وقفل راجعاً إلى سيارته
حتى تسمر في مكانه...



رأى شخصاً واقفاً جوار سيارته... تقدم قليلاً ليجده ذات
الفتى...



تلفت خالد يمنه ويسرى قبل أن يوجهه كلامه إلى الفتى قائلاً:
أنت؟ من أين أتيت؟!!!



أشار الفتى إلى البعيد ودون أن يتكلم ...



كان الفتى يرتدي ثوباً طويلاً جداً...



همهم بكلمات غريبة قبل أن يقول لخالد بصوت أقرب لأصوات
الرجال: ماذا تفعل هنا؟!!



كان صوته أكبر من سنه بكثير...



أجاب خالد: أردت أن أقضي حاجتي وأرى في أي الجهات قريتكم...



قال الفتى مباشرة: إذن فلنذهب فوالدي يتمنى أن يشكرك على
صنيعك..



لم ينتظر الفتى جواب خالد بل فتح باب السيارة من جهة السائق
وركب... قضى وقتاً وهو يجمع ثوبه قبل أن يرمي بنفسه على
المقعد الآخر... نظر إلى خالد وأشار له بأن يركب...



ركب خالد السيارة وهو يسأل الفتى: في أي اتجاه؟... أشار له
الفتى قائلاً من هنا!!!



شعر خالد بأن رائحة الفتى قوية نوعاً ما... كان جالساً وقد
جمع الزائد من ثوبه أمامه... ليتبين لخالد أن الثوب طويل أكثر
مما يتوقعه العقل...

نظر الفتى إلى خالد وهو يقول: هل أتيت لتراها؟!!

لكن ما أن نظر في عيني الفتى حتى لاحظ أمراً غريباً... سرت
قشعريرة قوية في جسده...



نظر خالد إلى عيني الفتى ليجدهما بلمعان عيون القطط... لاحظ
الفتى تركيز خالد في عينيه فأغلقهما لبرهة قبل يفتحهما فيجدها
خالد بلون أبيض مشع لا سواد بهما أقنع خالد نفسه بأنه
يتوهم.... رأى الفتى علامات التعجب في وجه خالد فأغمض عينيه
من جديد... فتحهما فرآهما خالد كعيون البشر قبل أن يشيح الفتى
برأسه مشيراً لخالد أن يسلك اتجاه الوادي...



شعر خالد بأنه في مكانٍ نسيه بني البشر...

بدأ يشعر بخوفٍ لم يعرف كنهه...

خوفٌ من المجهول... من العالم السفلي...

لكنه و رغم ذلك يحاول أن يقنع نفسه بالعكس...



سار خالد بسيارته في الوادي وهو مسلوب الإرادة...



يعجز عن التوقف يعجز عن الكلام أيضا...



دخل خالد بين جبلين عظيمين وفي الأمام جبل آخر يغلق
الطريق...طلب الفتى من خالد التوقف... فقد وصلا إلى القرية...



ترجل الفتى فتبعه خالد...



نظر إلى الخلف فرأى أنه بين جبال أربعة...



سار الفتى وخالد خلفه لينزلا إلى منطقة منخفضة عن الوادي...



ما أن نزل خالد حتى رأى القرية أمامه...


قرية مظلمة إلا من بعض الأضواء المنبعثة من أمام أبواب
المنازل...

هناك بعض الفوانيس الضوئية موزعة على أرجاء القرية...

منازل صغيرة متباعدة...

هدوء غريب و سكون رتيب...

كانت خطوات الفتى سريعة فأسرع خالد للحاق به...


انعطف الفتى بعد أول منزل في القرية فهرول خالد ليدركه...


وما أن انعطف خالد حتى شد انتباهه مشهد غريب...


رأى رجل ضخم الجثة يجلس القرفصاء و قد ربطت إحدى قدميه بسلسلة
كبيرة مثبتة إلى جذع شجرة شامخة...


ظنه خالد في بادئ الأمر مجنوناً

إلا أن قدم الرجل الأخرى كانت مربوطة بسلسلة أصغر لكن نهايتها
رُبِطت حول رقبة شاة سوداء.

يتبع......


في الجزء القادم سنعرف قصة هذا الرجل و ماذا فعل مع خالد...

و سنعرف كيف تطورت الأحداث و إلى ماذا آلت إليه الأمور...

الجزء الثالث

حين مر خالد بجوار الرجل وثبت الشاة مطلقة صوتاً غريباً...

رفع الرجل رأسه لتلتقي نظراته بنظرات خالد...

هاج الرجل وصاح صيحة عظيمة و هو يندفع باتجاه خالد لكن
السلسلة حالت دون وصوله إليه...

كان الرجل قريباً من خالد بحيث لفحت أنفاسه النتنة وجه خالد...

كان يطلق زمجرة غريبة و يتمتم بكلمات لا قِبل لخالد بها...

هنا .. و هنا فقط سكن الرعب بين أوصاله فسرت في جسده قشعريرة
كادت أن توقف قلبه...شعر أنه لا يقوى على الوقوف على قدميه...

تراجع خالد خطوات إلى الوراء ثم تلفت حوله في خوف...

رأى الفتى بعيداً ينظر إليه...

تحرك خائفاً وجلاً وانطلق في إثر الفتى و الذي بدوره اختفى
بين المنازل...


في هذه اللحظة لمح خالد شخص يقترب منه ببطء...

ثبت خالد في مكانه و هو موقن أنه ليس بين بني البشر...

حركة الشخص الغريب تدل على أن هناك خطبٌ ما...

شعر أن ما سيحدث أمرٌ لن تحمد عقباه...

كان الشخص الغريب مخيفٌ في خطواته...

يخطو خطوة ثم يقفز في الثانية و يرجع رأسه إلى الوراء بقوة...
أوجس خالد منه خيفة و سلَّم أمره لله...

حين تبين خالد شكل الشخص الغريب صُعِقَ مما رأى...

رجلٌ بلا ملامح!!!

بل بلا وجه!!!

لا شيء سوى فتحات تقوم مقام الفم و العين أما الأخرى
فممسوحة...

قطعتا لحم سوداء تتدلى من كتفيه بدلاً من الذراعين...

ساقان قصيرتان متصلتان بقدمين مفتوحتين في الاتجاه الآخر...


أنحلت العقدة عن لسان خالد ليصيح بأعلى صوته"أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم"...

توقف الرجل أمام خالد مباشرة ...

تقلص حجم ما يفترض أن تكون عينه الوحيدة...

كشر عن فمٍ لا أسنان فيه أطلاقاً...

تمتم بكلماتٍ غريبة و بصوت كالرعد يصم الآذان...

تحدث إلى خالد بغلظة وقال: لماذا تستعيذ بالله؟!!

هل رأيت شيطاناً؟!!!

لم يجبه خالد بل فتح عينيه على مصراعيها...

تابع الغريب كلامه قائلاً: هل تظن أن أشكالكم أنتم بنو البشر
تعجبنا؟!!

هل تعتقد بأن هذا التشكل القبيح يعجنا؟!! لقد أُجبِرنا من ملك
القبيلة بأن نتشكل بهيئة البشر بسبب وجودك على أرضنا...


كان خالد يستمع وقد تجمدت أوصاله حتى عن الهرب...

يشعر ببردٍ يسري في أطرافه...

يقرأ في سره ما قد حفظه من كتاب الله...



لم ينتظر الغريب أي ردٍ من خالد بل باغته بسؤال:

هل تريد أن ترى شكلي الحقيقي؟!!

قلها... ليس عليك سوى أن تطلب ذلك!!!

استرسل الغريب قائلاً: لا داعي لأن تطلب سترى شكلي الحقيقي

بدأ الغريب في التشكل...

أول ما لحظه خالد كان تلك القطع اللحمية و هي تكتسب صلابة...

تمددت القطع اللحمية و اكتست بأجزاء مثل قشور السمك...

تلاشت القدمين ليسقط الغريب على ركبتيه ويتخذ وضعية السجود...

من منتصف ظهره برزت مجموعة عظمية متصالبة ذات رؤوس حادة...

تمتد الرؤوس الحادة لتغرس في جانبي الرقبة...

أنفتق رأس الغريب ليكشف عن رأس صغير جداً شبيه برؤوس الكلاب...



ترنح خالد في مكانه وسقط أرضاً و هو يطلق صرخة عظيمة "يا
الله"...

سمع خالد صوت من خلفه كصوت الريح و لاحظ أن الغريب قد جمُد
مكانه...

التفت خالد إلى الخلف برعب ليرى تلك الطفلة مقبلة إليه
مهرولة...

لكنها في هذه المرة كانت أكبر من قبل...

فقد رآها بحدود السابعة أو الثامنة من عمرها...

تجاوزت الطفلة خالد و وقفت بينه و بين الغريب فكان العجب ما
رآه خالد...

يتبع فالأحداث أكثر

الجزء الرابع...



تجاوزت الطفلة خالد و وقفت بينه و بين الغريب فكان العجب ما
رآه خالد...

+++++++++++++++++++++
رأى الطفلة واقفة بينه و بين الغريب...

أستطاع أن يرى وجهها و هو يزداد صلابة و غموضاً...

وقفت الطفلة برهة...

أطرقت برأسها إلى الأرض و الغريب ثابت لا يتحرك...

رفعت رأسها بهدوء و هي تنظر إلى النجوم...


أشارت للكائن الغريب بأصبعها و هي ترسم علامة دائرة في
الهواء...

مع أشارتها تموج الغريب قبل أن يبدأ شكله في التحول الى ما
يشبه الكلب لكنه بدا برأسين...

أشارت بيدها مرة أخرى فتكور الغريب على نفسه و برزت على ظهره
ثلاثة أقدام مسطحة...


عادت الطفلة تشير بيدها عِدة مرات و هي تطلق زمجرة خافتة...

استوى الغريب واقفاً على قدميه إلا أن الجزء الأعلى من جسده
كان مطموس الشكل هلامي الحركة...

تراجعت الطفلة إلى الخلف فتجاوزت خالد ليصبح من جديد بينها و
بين الكائن الغريب...

أستطاع خالد و ببقايا عقله المحطم أن يفكر في الهرب فها هي
الطفلة تعجز!!! وقد تصبح هي الضعيفة بلا شك!!!

زحف خالد محاولاً الهرب...

وما أن أدار إلى الخلف حتى اصطدم بوجه الطفلة أحمر قاني
بعينين تومضان بشدة و كل غموض الأرض على محياها...

عاد خالد ليسقط مكانه بينما بدأ الغريب يقترب من الطفلة
رويداً رويدا...


ضربت الفتاة بقدمها الأرض فاهتز الكائن الغريب و تمدد على
الأرض ويصبح كحيةٍ جرداء على جوانبها ما يشبه الأجنحة...

بدا الكائن الغريب عاجزاً عن إتقان أي شكل يتحول إليه...

وما هي إلا برهة حتى برز للكائن الغريب رأس أسود كبير...

بدأ الرأس يكبر و يتعاظم حتى أصبح أكبر من الجسد...

أقترب الكائن من الطفلة فرفعت يدها و هوت بها على ذلك الرأس
لتطوح الكائن بعيداً بقوةٍ لا تصدر عن أعتا الرجال...

تدحرج الكائن و هو يطلق خواراً هائلاً و يغرس رأسه في الأرض
قبل أن يبدأ بالتلاشي و الذوبان...


على صوت خوار الكائن العالي رأى خالد أبواب منازل القرية
تُفتح و النوافذ تُشَرَّع...

من هذا المشهد, أنخرط خالد في بكاء مرير وكأنه طفل...

سلوته الوحيدة أنه كان يتمتم بآياتٍ كان يحفظها...


التفتت الطفلة إلى خالد ...

تقدمت باتجاهه...

أمسكت برأسه...

قربت وجهها منه...

همست في أذنه بصوتٍ طفولي عذب: لا تخف, لن يؤذيك بعد الآن!!!

و كانت هذه أول مرة يسمع فيها خالد صوت الطفلة و هي تتكلم...


في هذه الأثناء رأى خالد أشباحاً تعبر الأبواب و النوافذ...

رأى رهطاً منهم يتحرك في الظلام باتجاهه...

منهم من يمشي على قدمين و منهم ما يزحف زحفاً...

و منهم أيضاً ما يبدو أنه يطير...

أغتم خالد لهذا الأمر كثيراً...

لم تعد كلمة "رعب" تصف ما يشعر به...

تمنى أن يتوقف قلبه عن النبض علَّه يرتاح...

تمنى أن يشرق قرص الشمس و يزيح هذا الظلام...

و بيأس الغريق الذي فقد الأمل في النجاة بكى...

اتسعت عيناه هلعاً وهو ينظر إلى الطفلة تسقط على ركبتيها...

نعم!!!

لو استطاعت الطفلة على ذلك الكائن الغريب فلن تقوى على
المجموعة القادمة...

بدأ عددهم يزداد و هم يتقدمون باتجاهه...

لسان حاله يقول: كم شيطاناً منهم سيتلبسه؟!!

حين وصلوا إلى حيث استطاع خالد أن يتبين أشكالهم شرع في قراءة
آية الكرسي بصوت عالٍ...

وقفوا أمامه برهة, يتقدمهم شيخ مهيب كامل الخلقة بلحيةٍ
بيضاء...

في الأمر شيء واحد غريب جعل خالد يتأكد بأن الشيخ أيضاً من
الجن!!!

كانت قدما الشيخ حافيتان والأغرب من ذلك أنهما لا تلامسان
الأرض...

قامت الطفلة من جلستها و تعلقت بيد الشيخ و هي تشير إلى
خالد...

أنقطع صوت خالد و أصبح يقرأ آية الكرسي همساً...

تبسم الشيخ في وجه الطفلة و تقدم من خالد...


انحنى الشيخ و سأل خالد بصوتٍ غليظ: ماذا تقرأ و على من؟!!!

أبتلع خالد لعابه و هو يفكر: لماذا لا تردعهم حتى آية
الكرسي؟!!

لمن سيلجأ بعد الله و بمن يحتمي؟!!

ماذا سيكون مصيره الآن و قد عجز عن دفعهم عنه؟!!


هل فعلاً لا تردعهم آية الكرسي؟ و لماذا؟

هذا و أكثر سنعرفه في الجزء القادم...

إضافة إلى الجزء الرابع...


انحنى الشيخ و سأل خالد بصوتٍ غليظ: ماذا تقرأ و على من؟!!!

أبتلع خالد لعابه و هو يفكر: لماذا لا تردعهم حتى آية
الكرسي؟!!


لم يجب خالد على كلام الشيخ و الذي بدوره استرسل قائلاً: يا
خالد!!! لا تقلق فلن يؤذيك أحد, نحن مثلك ندين بالإسلام و
نعرف حرمة أذية المسلم...

قال خالد بوجل: من أنتم و ماذا تريدون مني...

أجاب الشيخ باسماً: نحن قوم من الجن وأنا ملك الجن في هذا
الوادي و قد أمرت القبيلة بحسن استقبالك بعد ما فعلته
لابنتي"زيزفونة" و أشار الشيخ إلى الطفلة...


نظر خالد إلى الطفلة و قد بدأ يزول ما به من خوف فابتسمت له
بوداعة...

نظر خالد إلى الشيخ و سأله بصوتٍ متهدج: هل تحلف بالله بأنكم
لن تؤذوني؟!!

رَبْتَ الشيخ على رأس خالد فشعر بيده دافئة دفئ يسري إلى
القلب سكينة و هدوء...

تنحنح الشيخ قبل أن يقول لخالد: لا تقلق فلن يعصي أمري احد من
القبيلة...


تلفت خالد حوله فرأى الفتى واقفاً

أشار إليه و هو يسأل الشيخ: و هذا الفتى هل هو أبنك؟

أجاب الشيخ:لا أنه "طارخ" أبن أخي و هذا الذي بجواره والده,
أخي " هيدبا"...

قال خالد و قد أكتسب ثقة أكبر و مسح دموعه: لكن لماذا كانت
الطفلة وحيدة هناك و كيف تغفلون عنها؟

قبل أن يجيب الشيخ تدخل الفتى"طارخ" قائلاً: أراك قد مسحت
دموعك و صرت تتكلم بحرية و للتو كنت تبكي كالطفل الرضيع...


صمت خالد و هو يشعر أن الفتى"طارخ" يمقته و قد يضره

هنا تدخل "هيدبا" والد طارخ موجهاً كلامه إلى أبنه: ومن سمح
لك بالكلام؟

أطرق الفتى برأسه إلى الأرض بطاعة في حين اقتربت الطفلة من
خالد و أمسكت بيده تحثه على الوقوف...

قال ملك الجن بصوتٍ حنون: هيا يا خالد, قم بنا إلى قصري سأشرح
لك كل شي قبل أن يحل الصباح فأنت الليلة في ضيافتنا...


وقف خالد و عن يمينه الطفلة" زيزفونة" و عن يساره ملك الجن و
"طارخ" و "هيدبا"...

وقفوا مواجهين لأفراد قبيلة الجن قبل أن يقول ملكهم بصوت عالٍ:

مرحباً بك يا خالد في قرية الجن مرحباً بك خارج عالم
البشر!!مرحباً بك...

أنت الآن في ضيافتنا, أنت الآن!!!!!!!!

"في ضيافة الجن".!!!!

امتلأ الوادي بالترحيب و ضجت أركانه بالهتافات و الصيحات
الغريبة...

أما خالد فقد تلفت ينظر إلى تلك الشخوص في الظلام ...

فلا يدري كيف ستكون الضيافة...

في الجزء القادم سنعرف كيف كانت ضيافة الجن...

و سنعرف ما حدث في قصر الملك من أحداث

الجزء الخامس

أنطلق خالد معهم و خلفه باقي أفراد قبيلة الجن...

شعر بهم يحتفون به و ستقبلونه استقبال الأبطال...

حين يلتفت حوله يراهم يزدادون عدداً...

الذين يستطيعون التشكل بأشكال قريبة من أشكال البشر هم
القريبون منه أما اللذين تنقصهم الخبرة و المهارة فهم في
الصفوف الخلفية...

و يستطيع أيضاً أن يرى بعض الأشكال المرعبة و الأعين المتوهجة
لكنه و بعد طمأنة ملك القبيلة له وجد نفسه أكثر ثقةً...


ساروا جميعاً و هو ممسك بيد الطفلة حتى إذا وصلوا إلى جبل
عظيم التفوا حوله ليراه خالد من الجهة الأخرى قصراً منيفاً...

رحبوا بخالد كثيراً و أجلسوه في صدر المجلس عن يسار ملك
القبيلة, جوار خالد جلست الطفلة و كان على يسار الشيخ شقيقه
"هيدبا" و يليه "طارخ"...

مجلسٌ كبير امتلأ بالجن المتشكلين على هيئات بشر

أما المجلس المقابل فقد جلس فيه أنصاف البشر!!


دارت أقداح القهوة على الحضور, تذوقها خالد ليجدها من ألذ ما
ذاقه يوماً...

دار الحديث بين خالد و ملك الجن و "هيدبا" .. أحياناً يتدخل
الفتى "طارخ" فبدا ذا عقلٍ راجح يسبق سنه بكثير عكس ما توقع
خالد...

قال الشيخ: يا خالد!! سأخبرك الآن سبب استضافتنا لك و
استقبالك في عالمنا...

نحن يا خالد من قبائل الجن المسلمة و هناك حرب دائرة بيننا و
بين قبيلة أخرى من الجن و هذه القبيلة لا تدين بالإسلام, فهم
من عبدة النار و قد جعلنا بيننا و بينهم منطقة عازلة و حدوداً
يراقبها مجموعة من خيرة شباب القبيلة و في مقدمتهم قائدهم
"طارخ"...

في بعض الأحيان تغير علينا تلك القبيلة فيتصدى لها "طارخ" و
الذين معه حتى يلتحق بهم باقي أفراد القبيلة...

و بين حدود قبيلتنا و حدود القبيلة الأخرى هناك منطقة عازلة
نستطيع بلوغها لكن بحذر !! فهم لا يؤمن جانبهم...


في تلك الليلة ابتعدت ابنتي"زيزفزنة" كثيراً عن حدود
قبيلتنا...

و المشكلة أن عيناً من تلك القبيلة رصدت تحركاتها فأوصلت
الخبر إلى ملك تلك القبيلة لينطلق في إثرها و معه الكثير من
أتباعه ناوٍ اختطافها...

و من فضل الله استشعرت "زيزفونة" الخطر و حاولت العودة قبل أن
يظفروا بها...


طارت "زيزفونة" في محاولة منها الوصول إلى حدود القبيلة حيث
يستطيع "طارخ" حمايتها!!!


نظر خالد إلى الطفلة" زيزفونة" قبل أن ينقل بصره إلى الشيخ و
هو يسأل بدهشة: و هل تطير "زيزفونة"؟

أجاب الشيخ بابتسامة: نعم يا خالد, منا نحن معشر الجن من يطير
و منا من يمشي و هناك أيضاً من يعيش في الماء كالسمك...

نظر خالد إلى طارخ و هو يسأل: و هل تطير أنت يا "طارخ"؟

أجاب "طارخ": نعم يا خالد فأنا أيضاً من عائلة الملوك و طبعاً
أفضل الجن هو الجن الطائر...


أعتدل خالد في جلسته و نظر إلى "زيزفونة" المبتسمة و هو يمسح
على شعرها لتغمض عينيها في سكون آسر...

عاد الشيخ يتابع كلامه: حين طارت" زيزفونة" في محاولة منها
النجاة أجبرتها أضواء سيارتك على أن تتشكل بسرعة إلى أي صورة
فلم تجد إلا أن تتشكل بصورة طفلة حتى لا تُرعِبك...


و قد أدركوها على مشارف سيارتك حتى قبل أن نعلم بما يجري...

حين أوقفت سيارتك و حملت زيزفونة صار من الصعب عليهم الاقتراب
أتدري لماذا؟

أجاب خالد باستغراب: لماذا؟!!

قال الشيخ: لأنك و قبل بداية رحلتك قرأت دعاء السفر فجعل الله
لك حافظاً من عنده يمنعهم عنك...


استرسل الشيخ في كلامه قائلاً: وصلنا الخبر من طارخ بأن
زيزفونة في يد إنسي مما جعلنا نغتم كثيراً فانطلق أهل القبيلة
في إثرك لأننا خفنا أن يكون ساحراً من الأنس قد تمكن منها...

أول من وصل إليك كان"طارخ" ناوياً الهجوم و القضاء عليك لكنك
كنت في حفظ الله فوقف طارخ حائراً...

قرر أن يخلصها رغم أمكانية احتراقه للأبد و لأنك في حفظ الله
,فلن يستطيع أن يلمس منك شعرة , غير إن زيزفونة شرحت له
الموقف بلغة لا تعيها أنت و أخبرته بأن الموت قادم و أبن ملك
القبيلة الأخرى في إثرها...


أخذ"طارخ" "زيزفونة" منك و قد أدركهم فرسان القبيلة الأخرى في
نفس المكان الذي كنتَ تقف فيه...

كانوا ينتظرون ابتعادك فقط فلن يستطيعوا العبور مادمت
واقفاً...

وحين اختفى "طارخ و زيزفونة" في الظلام شرعا أجنحتهما و طارا
مبتعدين...

في هذه الأثناء كنت أنت ساكن تفكر مما منحهما الوقت الكافي
للابتعاد عن الخطر, فتقابل طارخ مع باقي أفراد القبيلة و قد
تجمعوا فأرسل "زيزفونة" مع أحدهم و عاد مع باقي الفرسان لصد
الهجوم فوجدوك و قد أسندت رأسك بمقود سيارتك ساكنا...


قال خالد: نعم فقد كنت أفكر في "زيزفونة" و جمالها الطفولي و
رائحتها العبقة, لأنني حين قبلتها.......

قاطعه الشيخ هازاً رأسه و هو يقول: نعم.. بلغنا يا خالد أنك
كنت تقبل زيزفونة في سيارتك...

أجاب خالد باسماً: لا بد انه "طارخ" أنت من أخبرهم يا طارخ
أليس كذلك؟

أجاب "طارخ" بغلظة: نعم أنا من أخبرهم , هل هناك ما يمنع؟

لم يجب خالد بل اكتفى بالنظر إلى "زيزفونة" و هو يسأل باسماً:
تطيرين أيضاً؟ و ماذا بعد؟

لم تجبه" زيزفونة" بل ابتسمت و هي تشيح بوجهها عنه بهدوء و
خجل؟؟؟


قال خالد و هو موجهاً كلامه إلى الشيخ: و ماذا حدث بعد ذلك
أيها الملك؟!!

قالت "زيزفونة" و هي تلكز خالد : أيها الملك؟ ثم ضحكت...

رد عليها خالد قائلاً: حسبتك لا تحبين الكلام...

ضحك الملك و هو يقول: اللحظات التي كنت مسنداً فيها رأسك
بمقود السيارة كانت كانت كافية لفرساننا بأن يشكلوا صفوفهم و
يقدروا عدد العدو و تشكيلاتهم و لم يكن سيتسنى لنا تجاوزك و
معرفة وضعهم لولا أن كنا من المسلمين خاصةً أننا لم نكن ننوي
أذيتك فدعاء السفر الذي قرأته قبل أن تبدأ رحلتك لم يحمك بفضل
الله من السوء فقط بل كان سلاح معنا و كأنك في صفوفنا...


صمت الشيخ قليلاً قبل أن يقول: هل تذكر يا خالد تلك الحجارة
التي انهمرت على سيارتك؟!!

اتسعت عينا خالد و هو ينتظر الإجابة فقد كان يظنها من أبناء
البدو...


تابع الشيخ كلامه قائلاً: لقد لاحظ أحد فرساننا أن في سيارتك
الكثير من أشرطة الغناء و المعازف فخشينا أن تدير آلة التسجيل
فينطلق منها صوت الموسيقى و كما تعلم فإن المعازف من
المحرمات...

و لو حدث ذلك لكانت فرصة للقبيلة الأخرى بأن تؤذيك

فكيف ترجو الحفظ من الله و أنت تصدح بالأغاني و في قلب الظلام؟

وهذا يا خالد ما جعل فرساننا يرمون على سيارتك بعض الحجارة
علك تنطلق مبتعداً في حفظ الله و هذا ما حدث بالفعل...

و بمجرد ابتعادك اندلعت حرب طاحنة كانت الغلبة فيها لنا و كان
الفضل لله ثم لك بقراءة دعاء السفر و بذلك تكون قد ساعدتنا
مرتين

مرة بإنقاذك "زيزفونة" و مرة بمنحنا فرصة معرفة تشكيلة العدو
و معرفة عدته و عتاده...

قال خالد مبتسماً: حماها الله من كل شر

نظر إليها فرآها تبتسم , انحنى خالد و طبع قبلة حانية على خد
الطفلة ليطلق "طارخ" زمجرة خفيفة جعلت خالد ينظر إليه بتعجب و
يرجع ليطبع قبلة ثانيه على خذ الطفلة الآخر قبل أن يستطرد
موجهاً سؤاله إلى الشيخ: لكن ما قصة المجنون المربوط إلى
الشجرة و الشاة المسلسلة إلى قدمه؟


رفع خالد رأسه ليلاحظ نظرات قاسية موجهه إليه من كل من في
المجلس و لاحظ أن "طارخ" يغلي غضباً لكنه أطمأن حين سمع ضحكة
الشيخ و هو يقول: ذلك الذي رأيته ليس مجنوناً يا خالد, لو
عرفت من هو لتعجبت!!! انه..............


دعونا نترك ذلك للجزء القادم...

ترى ما قصة ذلك الرجل؟

و لماذا غضب "طارخ"؟

و ما الذي فعله خالد ليستحق تلك النظرات؟


أُفضل أن نترك معرفة ذلك في الجزء القادم...

انتظروا ضيافة الجن لنعرف ماذا سيحدث أيضاً...

الجزء السادس


رفع خالد رأسه ليلاحظ نظرات قاسية موجهه إليه من كل من في
المجلس و لاحظ أن "طارخ" يغلي غضباً لكنه أطمأن حين سمع ضحكة
الشيخ و هو يقول: ذلك الذي رأيته ليس مجنوناً يا خالد, لو
عرفت من هو لتعجبت!!!

انه أبن ملك القبيلة الأخرى أسرناه بعد المعركة و قد حاول
الهجوم عليك لأنك السبب فيما هو فيه...

قال خالد: لكن شكله كالبشر و لو ظهر لي بشكله الحقيقي ربما مت
رعباً...

ابتسم الشيخ و هو يجيب: ليس ذلك باختياره إلا لفعلها لكنه
مجبر على ذلك فهو أسيرنا, و ما رأيته سلسلة في قدمه ليس كذلك
في حقيقة الأمر لكنه جهاز تعذيب و تحكم نحول شكله كيف نشاء و
نتركه عليه, عندنا يا خالد من العلم ما لم تصلوا إليه انتم
بنو البشر...


سأل خالد: و الشاة المربوطة بقدمه الأخرى...

الشيخ: تلك كانت دابته!!!


قال خالد بجدية: إذاً هو أبن الملك و أنتم أسرتموه!! ألا يعني
هذا أنهم سيهجمون عليكم باستماتة بغية تخليصه؟

الشيخ: بلا!!! و قد يهجمون في أي وقت...

خالد: إذا فكوا وثاقه و أكفوا القبيلة شر الحرب...

الشيخ: سبب احتفاظنا به يستحق المخاطرة...

خالد: لم أفهم يا شيخ!!

الشيخ: كما تعلم يا خالد فإن السحرة يستعينون بالجن أو بمردة
الجن و الكفرة منهم و بالجن العاصي, و قبيلة الجن تلك هي خير
معين للسحرة على أذية الأنس و لذلك ترى في القرى المجاورة
لهذا الوادي الكثير من البشر بين من به مس من جن أو سحر قضى
عليه أو عين أقعدته, و بعض البشر هداهم الله لا يذكرون اسمه
في الخلاء و في دخولهم و خروجهم, فذكر الله خير يا خالد...

تابع الشيخ حديثه و خالد يستمع باهتمام: سنقايض أبن ملكهم
بخروج أفراد قبيلتهم من الممسوسين و المسحورين و المجانين و
تقريباً وُفِقنا في ذلك إضافةً إلى أنهم قد طلبوا هدنة معنا
رغم أننا نخشى الغدر منهم فليسوا بمسلمين حتى نعاهدهم على اسم
الله لا ينقضوه و من الممكن أن يهاجمونا في أي وقت...
سأل خالد بتعجب: هل من الممكن أن يهاجون الآن؟!!

الشيخ: نعم.. وما الذي سيمنعهم , فنحن على الأقل لم نوقع معهم
الهدنة...

نظر خالد حوله و قال في توتر واضح و هو يمسك يد الطفلة بقوة:
كل أهل القبيلة هنا, فمن سيحميها من الخارج؟!!


لم يجب الشيخ بل عدَّل من جلسته مبتسماً ليتدخل شقيقه"هيدبا"
قائلاً: يا خالد!! هل ترى هذه الوجوه في هذا المجلس؟!!

تلفت خالد و جال ببصره من جديد محدقاً في الوجوه و هو يقول:
نعم أراها...

هيدبا: هل كانوا هنا حين دخلنا المجلس؟!!

خالد: نعم , كانوا معنا حين دخلنا المجلس..

هيدبا: لا يا خالد!! هؤلاء ليسوا هم, هؤلاء لم يدخلوا المجلس
معنا, بل لم يكونوا معنا...


أستغرب خالد من هذه الكلمات قبل أن يكمل" هيدبا" كلامه
قائلاً: يا خالد!! سوى الملك و أنا و "زيزفونة" و "طارخ" لا
أحد آخر من هؤلاء كان معنا حين دخلنا المجلس...

خالد: لا أحد؟ هل يعني أنني كنت أتوهم؟!

هيدبا: لا , لم تكن تتوهم لكن هذه ليست وجوهنا...و هذه ليست
أشكالنا... من وقت إلى آخر يتغير الموجودون في المجلس فيخرج
من في المجلس لمراقبة حدود القبيلة و يدخل من كان في الخارج

أستغرب خالد!! هل يعقل ذلك؟!!

نظر إلى الطفلة فاستقبلته بابتسامتها المعهودة قبل أن يدنيها
منه و يتشبث بيدها أكثر...

فخالد لا يشعر بالأمان إلا في وجهها و وجه الشيخ ملك القبيلة
و قليلاً في وجه "هيدبا"


بدأت دقات قلب خالد تتسارع بعد ما سمع, لكن الشيخ تدخل في
الحديث حين لاحظ أن خالد بدأ يتوتر...

قال الشيخ: لا تشغل نفسك بهذه الأمور و لا تستغرب من شيء فأنت
ضيفنا و في حمايتنا

أرتاح خالد قليلاً فسأل الشيخ عن أمر آخر محير فقال:

خالد: أيها الملكّّ أردت أن أسال عن أمر...

الشيخ: تفضل يا خالد...

خالد: ما قصة ذلك الكائن الذي تكلم معي و أراد أن يريني صورته
الحقيقية قبل أن تقتله "زيزفونة"؟!!

الشيخ مبتسماً: يا خالد" زيزفونة" لم تقتله لكنها عاقبته لأنه
عصى أمراً واضحاً بعدم التعرض لك من ...

تابع الشيخ كلامه قائلاً: هو واحد منا لكنه من الذين تنقصهم
القدرة على التشكل جيداً و قد أزعجه أن يتشبه بالبشر لذلك
سألك أن تطلب منه ذلك فيكون بعيداً عن العقاب بدعوى أنك طلبت
ذلك غير أنه تعجل في ذلك و بدأ في أظهار شكله الحقيقي و حين
حضرت "زيزفونة" وقع في حيرة من أمره فأمهلته "زيزفونة" ليعود
ويتشكل إلى أي صورة لا تخيفك لكنه بدا عاجزاً عن ذلك و كل ما
يحاول التشبه به يكون مسخاً ناقصاً يزيدك رعباً ثم كان لابد
من أن يغادر المكان و يعاقب على عصيانه الأوامر فكانت ضربة"
زيزفونة" كعقاب له ثم غاب في باطن الأرض و تلاشى مختفياً عن
ناظريك فقط...

في هذه الأثناء تنحنح"هيدبا" فجذبت "زيزفونة" خالد من كتفه
تريد أن تسر إليه بأمر...

انحنى خالد بأذنه إليها فقالت هامسة: كم عمرك يا خالد؟!!



استغرب خالد من سؤالها و قبل أن يجيب لاحظ أن"طارخ" قام من
مجلسه و جلس أمام ملك الجن و والده"هيدبا"...

كان يبدو أنهم يتهامسون... شد ذلك انتباه خالد فعاد ينظر
إليهم قبل أن يرمقه"طارخ" بنظرة صارمة...
انزوت "زيزفونة" في حضن والدها و كأنها تهرب من نظرات خالد أن
تقع عليها و هي بهذا الشكل...

ابتسم الملك في هيبة ليتدارك "طارخ" الموقف و سبب عصبيته
فقال: حياك الله ضيفاً عندنا ثم خرج "طارخ" من المجلس
غاضباً...

عادت زيزفونة و جلست بين خالد و بين والدها...

أستغرب خالد من هذا الترحيب الغريب رغم يقينه بأن "طارخ" أراد
أن يقول شيئاً آخر غير الترحيب به...

الأمر الوحيد الذي خفف وطأة ألأمر على خالد هي ثقته
"بزيزفونة" و بابتسامة الملك...

ما زال خالد يرى بعض نظرات الاستهجان في أعين الحاضرين من
الجن المتشكلين لكنه يجهل معناها أو سببها...

أحياناً يشعر أن أصحاب تلك الأعين تتمنى الفتك به لكن سرعان
ما يرى نظرات حميمية و في نفس الأعين...

ربط خالد بين اختلاف النظرات بأمر مثير و عجيب جداً...

ما كان يحول تلك النظرات من الحنق و الغضب إلى الود و القبول
هي نظرات صارمة تقابلهم من عيني الطفلة"زيزفونة"!!!

عرف أن "لزيزفونة" قوة على باقي الجن لا يستهان بها...

إلا "طارخ" فيبدوا أنها تحسب له حساب, لأنه حين نطق اسم خالد
بصرامة ارتمت في حضن والدها الذي بدوره ابتسم و تلك الابتسامة
أخمدت غضب طارخ مهما كان سببه و جعلته يغير ما كان ينوي قوله
إلى الترحيب بخالد...

لكن بقي أمر واحد محير!!! ما سبب تلك النظرات؟!!


بينما كان خالد في عمق تفكيره, دلف "طارخ" إلى الغرفة قائلاً:

حياك الله يا خالد على مأدبة شيخ القبيلة و حياك الله في
ضيافة الجن...

سكت برهة ثم تابع موجهاً كلامه إلى خالد و إلى الحضور: حياكم
الله جميعاً على العشاء في الغرفة الأخرى تفضلوا...


هنا و على مأدبة العشاء كان خالد على موعد مع فصول أخرى من
الأحداث الغريبة في عالمٍ أقل ما يقال عنه أنه مختلف...


عادت زيزفونة تشد خالد من كتفه فعلم أن هناك أمر لا يودون له
أن يعرفه, ما يطمئن قلب خالد هو أن "زيزفونة" بجواره فأقلها
لن تسمح لهم بأذيته و هي أبنه الملك إذاً ستشفع له عند والدها
في أسوأ الحالات خاصة أنه لم يتعرض لهم بسوء...


أجاب خالد على سؤال زيزفونة قائلاً: 23 سنة يا "زيزفونة"

أجابت زيزفونة: هذا يعني أنني أصغر منك؟

همسهم زاد مما أشعر خالد بعدم الارتياح لكنه أجاب على كلمات
"زيزفونة" على مضض و هو يقول: صحيح يا زيزفونة, هذا يعني أنكِ
أصغر مني...


همت زيزفونة بالحديث لكنها صمتت فجأة لأن خالد و لكي يشعر
بأكبر قدر من الأمان و ليشعر القبيلة بأنه يحب "الطفلة" ابنة
ملكهم

فقد مال على زيزفونة و حملها و أجلسها في حضنه و أخذ يقبلها و
هو يقول بصوت مرتفع قليلاً: نعم أنتي أجمل طفلة و ابنة أفضل
ملك لأفضل قبيلة...


وقف "طارخ" و قد أنهى حديثه مع والده و مع الملك ليقول بصوتٍ
عصبي و عالي و شديد اللهجة: يااااااااااا خاااااااااااااالد!!!

أرتعب خالد و قامت "زيزفونة" من حضنه و ارتمت في حضن والدها و
هي تطلق زمجرة عالية مُظهِرة مخالب غريبة في أصابع يديها...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة في ضيافة الجن لاتخافون جداً رائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سؤال حلو جداً جداً ..........والذكي هيجاوب عليه!!!!
» الجن .... بصور حقيقية
» لعاشقات الون الزهري تشكيلة رائعة ادخلو وشوفو
» فيلم الأنيماشين الرائع جداً والمميز Monsters, Inc مدبلج بمساحة 216 ميجا على أكثر من السيرفر
» فيلم رسائل البحر بجودة TS نسخة عالية جداً نسخة Avi وبدون حقوق ونسخة مضغوطة RMvb للتحميل المباشر وعلى أكثر من سيرفر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
blackhorse :: 
القسم الادبى
 :: القصص والروايات العالمية
-
انتقل الى: