لا شك أن شفاينشتاجر يعتبر أهم عنصر في تشكيلة المانشافت
المشاركة في العرس العالمي بجنوب أفريقيا حتى الآن، فهو اللاعب الألماني
الذي جرى أطول مسافة وكان وراء عدد هائل من التمريرات الناجحة كما اختير
رجل مباراة دور الثمانية ضد الأرجنتين.
إنه يضبط الإيقاع ويقاتل بشراسة ويصنع اللعب فقد أثبت
فعلا أنه لاعب فريد من نوعه، وسيحاول قلب الوسط الألماني النابض قيادة
ألمانيا لنصر آخر والثأر لهزيمته أمام أسبانيا في نهائي بطولة أوروبا
للأمم 2008 UEFA.
وفي حوار مع
FIFA.com تحدث شفاينشتايجر، قبل موقعة نصف النهائي ضد
"لاروخا"، عن وصوله للمربع الذهبي ودوره الجديد في وسط الميدان والأجواء التي تسود المنتخب الألماني.
بعد انتصاركم البين على كل من إنجلترا
والأرجنتين، بات المنتخب الألماني يشكل أحد أضلاع المربع الذهبي، هل يمكنك
أن تصف لنا إحساس الفريق في هذه الأثناء؟
الأجواء جيدة طبعا والجميع سعيد لبلوغ الدور نصف النهائي.
كيف ترى التطور الذي قام به هذا الفريق الذي يعتبر أصغر منتخب ألماني يشارك في المونديال منذ 76 سنة؟
نتمتع
بنشاط كبير وحيوية قل نظيرها، علاوة على أننا نملك لاعبين يعرفون تماما
كيفية اللعب بهدوء والتحكم بالكرة، إذ نلعب بأسلوبنا حتى آخر دقيقة من
المباراة، كما لا نكتفي بما نحققه أبدا، حتى إذا سجلنا هدفين أو ثلاثة،
فنحن نواصل الهجوم ونحاول حسم النتيجة، ولم يتوقع أحد أننا سننجح إلى هذا
الحد، إنه أفضل فريق لعبت معه منذ أن بدأت المشاركة مع المنتخب الوطني.
وأعتقد
أننا اكتسبنا الكثير من الثقة بعد فوزنا على إنجلترا وأيضا على غانا، قبل
مواجهتنا لمنتخب النجوم السوداء كان الوضع واضحا: إذا خسرنا سنخرج من
البطولة.
كان أداؤنا جيدا أمام أستراليا، لكننا افتقدنا قليلا من
التنظيم، أما في مباراتنا ضد إنجلترا فقد كنا على قدر كبير من التنظيم
والانسجام، واستطاع مهاجمونا تسجيل الأهداف.
ما هو الدور الذي لعبه يواكيم لوف في هذا الإنجاز؟
إن
المدرب هو الزعيم، ولقد نجح مع طاقمه في تحضيرنا بشكل جيد قبل كل مباراة،
ضد الأرجنتين مثلا كنا نعرف أنه يجب علينا أن نتركهم يلعبون حتى لحظة
معينة، حيث أظهرنا بعد ذلك اندفاعا بدنيا قويا وحاولنا استرجاع الكثير من
الكرات والتقدم إلى الأمام، ومكنتنا هذه الخطة من تحقيق النصر في مناسبتين.
خسرتم في نهائي البطولة الأوروبية عام 2008 أمام
أسبانيا بهدف دون رد، ولقد لعبت المباراة بأكملها، ما هو شعورك بعدما بات
بإمكانكم الثأر لتلك الهزيمة؟
إننا نفكر في ذلك طبعا، كانت
أسبانيا الأقوى في تلك المواجهة لهذا لا يمكننا أن نشتكي، كانت لدينا
الفرصة للفوز بلقب بطولة كبيرة، فانزعجنا بعدما فشلنا في تحقيق ذلك.
ولم
نكن آنذاك في كامل لياقتنا، أما الآن فيجب أن نضع في أذهاننا أن الفوز
سيضمن لنا العبور للمباراة النهائية، ويتعين على جميع اللاعبين وضع هذا
الهدف نصب أعينهم.
كيف يمكنكم إيقاف المهاجمين الأسبان الخطيرين أمثال تشافي وأندريس إنييستا ودافيد فيا وغيرهم؟
أعتقد
أن الفريق تغير كثيرا منذ عام 2008، فقد أصبحنا نلعب بشكل متكامل، بينما
الأسبان ظلوا تقريبا على حالهم، إذ لا يقدمون ربما ذلك المستوى الكبير
المنتظر منهم لكنهم فازوا بالرغم من ذلك، الفرق الكبرى تفوز بالمباريات
رغم أنها لا تلعب بنفس المستوى الجيد وهذا هو الأمر الخطير لدى الأسبان.
في
نظري، سنلعب ضد أفضل فريق في العالم، بيد أن أسبانيا كذلك تملك نقاط ضعف
ويجب علينا استغلالها، حققنا الفوز على إنجلترا والأرجنتين وسنتمكن إذا
كنا في كامل لياقتنا أن نلحق الهزيمة بالفريق الأحمر كذلك.
تسود فرحة عارمة في الفريق وفي بلدك ألمانيا كذلك رغم أنكم لم تفوزا بأي شيء بعد...
في
نظري فزنا بالكثير من الأشياء، ومنها حب الناس في ألمانيا، كان هدفي هو
نشر الفرحة والحماسة في موطني، وإذا تأمل المرء في الصور القادمة من هناك
سيكتشف أنه أمر يفوق التصور، لكنك على حق رياضياً لم نفز بشيء بعد.
ليس فقط الفريق بل أنت أيضا حققت تطورا كبيرا، حيث انتقلت من موقع الجهة اليمنى إلى وسط الملعب، هل أنت سعيد باللعب في ذلك الموضع؟
لم
أتوقع أن أكون جيداً بهذا الشكل، لكني كنت أعلم أن هذا الموقع هو الأفضل
بالنسبة لي، ربما كنت سألعب فيه قبل سنتين أو ثلاث سنوات، غير أنه كان
هناك لاعبون جيدون يشغلون هذا الموقع مثل أوين هارجريفز وينس يرميس.
اتفق الأنصار والخبراء على أنك قدمت أفضل أداء لك ضد الأرجنتين، هل توافقهم الرأي؟
أقدم
أداء جيدا عندما يلعب الفريق بشكل جيد، وهذا هو الأهم بالنسبة لي، فيما
يخصني لم أقدم أداء ممتازا حتى الآن، خلال بعض اللحظات في مباراة
الأرجنتين كان علي أن ألعب بشكل أفضل، وقد قدمت عروضا جيدة في مباريات
دولية أخرى وخلال مونديال 2006 ضد البرتغال، فأنا أحاول دائما تقديم أفضل
ما عندي، وهذا ما أطمح إليه دائما، فغايتي هي الفوز باللقب، ولا أكتفي بما
تحقق لذلك أرغب في الفوز بمباراة أسبانيا، فالفرصة مناسبة ونحن قريبون من
اللقب، وأكن احتراما كبيرا للمنتخب الأسباني.
سقط خبر عدم مشاركة الكابتن ميكايل بالاك كالصاعقة على الجميع قبل المونديال، لكن يبدو أن غيابه لم يؤثر كثيرا في الفريق؟
أولا إنه أمر مؤسف أنه تعرض للإصابة لاسيما وأنه يملك خبرة طويلة، وحضوره معنا في المونديال كان سيعود بالنفع على الفريق.
في المقابل، إنه أمر جميل أن نلاحظ أن بعض العناصر يلعبون بشكل جيد بدونه، سيعود ميكايل بالاك إلى صفوف المنتخب وسيزيد من قوته.
لقد أفصحت خلال مقابلة في وقت سابق أنك تنحدر من أصول هولندية، كان جدك الأكبر هولنديا، هل تشجع المنتخب الهولندي؟
نعم
لكن كان ذلك في الماضي وكنت أشجع مارك فان باستن، فهولندا بلد صغير لكنه
يظل ينجب دائما لاعبين جيدين، وهذا نلمسه في نادي بايرن ميونيخ، فهم
يطمحون للكمال ويفكرون كثيرا في حل المشاكل المتعلقة باللعب وهذا يعجبني.
يشارك
في المونديال كل من مارك فان بومل وأريين روبين إلى جانب لاعبين آخرين من
بايرن ميونيخ لذا نأمل أن يصلوا للمباراة النهائية ونواجههم في نهائي
الأحلام، سيكون ذلك أمرا رائعا، لكن علينا أولا الفوز بالمباراة الصعبة ضد
أسبانيا.
هل مازلت على اتصال بزملائك الهولنديين في النادي؟
كنا
على اتصال طيلة المونديال، وبعد خدعة الركنية الضائعة (عندما نفذ روبين
ضربة الركنية بلمسة ثم ابتعد عنها لكن قبل أن يصل إليها فان بومل اكتشف
داني ألفيس وتدخل ليفسد الخدعة) اتصلت لتهنئته لأننا تحدثنا كثيرا عن ذلك
في النادي، أجد ذلك مسليا ولقد كتبت له ذلك أيضا.
السؤال الأخير غريب نوعا ما، هناك أخطبوط يعيش
في حوض للماء خاص بالحياة البحرية في مدينة أوبرهاوزن يتوقع نتيجة مباريات
المنتخب الألماني، ويضع المسؤولون قطعتين متساويتين من الطعام في المربعين
الذين يحملان علمي الفريقين، ويتوقع مصير المباراة باختياره السباحة صوب
أحد المربعين، وقد صدقت جميع توقعاته حتى الآن...
لقد تابعنا هذا الأمر وإنه أمر مسلٍّ جدا وآمل أن يسبح مرة أخرى في الاتجاه الصحيح.