الرابحون والخاسرون من أزمة اليورو

الرابحون والخاسرون من أزمة اليورو
الخزانة العامة أكبر خاسر بسبب واردات الزيت والقمح
المصانع تحت التركيب تربح من سداد الأقساط بأسعار مخفضة

انعكست أزمة اليورو علي قطاع الأعمال في السوق المصري ونتج عنها فريقان الأول هم الرابحون الذين يستوردون معداتهم وخاماتهم من منطقة اليورو والآخر هم الخاسرون الذين تركزت تعاملاتهم في منطقة اليورو تصدير أمس تسبب في خسائر كبيرة تصل إلي مئات الملايين من الجنيهات.
دعا المتفائلون والرابحون إلي استمرار أزمة اليورو حتي يستفيدوا بأكبر قدر من ثمار هذه الأزمة بينما يخشي الخاسرون من ضياع أرباحهم.. وتحولهم للخسائر.. فماذا عن الرابحين والخاسرين؟
يقول أبوزيد محمد أبوزيد نائب رئيس الشركة القابضة الغذائية لشئون المطاحن ان واردات مصر من الأقماح وزيت الطعام تتم بالدولار.. وقد حققت هذه السلع زيادة كبيرة في البورصات عند تقييم أسعارها بالجنيه المصري.
قال إن القمح سجل مؤخراً 1200 جنيه للطن مقابل 1150 جنيها الشهر الماضي مشيراً إلي ان شركات المطاحن في شمال القاهرة وجنوبها سوف يستفيدون من أزمة اليورو عند فتح مظاريف مناقصات توريد المعدات الخاصة بالتطوير في السوق الأوروبية.
قال إن مصر سوف تشتري القمح والزيوت بأسعار كبيرة بسبب ان التعاملات تتم في استيراد السلعتين بالدولار الذي زاد أمام اليورو والجنيه المصري.
يقول المهندس سيد عبدالوهاب رئيس مجمع الألومنيوم ان انخفاض اليورو أثر سلبيا علي تصدير الألومنيوم إلي السوق الأوروبية حيث خسر طن الألومنيوم حوالي 1000 جنيه بسبب انخفاض قيمة العملة أمام الدولار.
أوضح ان غالبية صادرات الشركة في حدود 80% تتحقق لمنطقة اليورو ولذلك قامت الشركة بتنويع أسواق التصدير ومحاولة الحصول علي صفقات بالدولار وليس باليورو.
أضاف ان الشركة تبذل قصاري جهدها لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة أعلي لتعويض نقص الصادرات ألمح إلي أنه لا يوجد مشروع مفتوح بالشركة حتي يمكن أن تستفيد الشركة من الوفورات التي تتحقق من استيراد معدات رخيصة دعا إلي خفض فترات أزمة اليورو حتي لا نعكس اثارها السلبية علي الشركة.
قال انه من الواضح أن الأزمة غير صغيرة لانها امتدت إلي دول أخري مثل اسبانيا والمجر والبرتغال ألمح أن تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية لم يستمر طويلا حتي سقط من جديد في أزمة اليورو وتراجع سعر طن الألومنيوم من 2400 دولار إلي أقل من 1950 دولارا للطن في البورصات العالمية.
يقول المهندس نبيل الجابري رئيس شركة النهضة للأسمنت تحت التشغيل ان أزمة اليورو أثرت إيجابياً علي الشركة حيث مازالت الشركة تستورد معدات المشروع من دول السوق الأوروبية وأيضا من دول أخري مقدما بسعر اليورو.
قال إن تكاليف المشروع تبلغ نحو مليار و850 مليون جنيه.. ومن الممكن أن تنخفض الاستثمارات بمقدار 150 مليون جنيه إذا استمرت أزمة اليورو طوال فترة توريد المعدات.
ألمح أن الشركة مازالت تدفع باليورو حوالي 75% من المعدات التي يستمر ورودها حتي نهاية مارس من العام القادم ليكون 95% من المعدات قد وصلت للشركة.
يؤكد المهندس نبيل عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية للدخان ان شركته من المستفيدين من أزمة اليورو في انخفاض أسعار مستلزمات الإنتاج.
قال إن هناك منافسة شديدة بين الشركات الأوروبية علي توريد المستلزمات مما تسبب في انخفاض سعر المستلزمات حوالي 10% بخلاف الانخفاض في قيمة العملة.
أشار إلي ان الرابح الأول حالياً هم تجار السوق السوداء الذين يقومون ببيع السجاير بأسعار مرتفعة قبل تطبيق التسعيرة الجديدة مع زيادة الضريبة أول يوليو القادم.
أضاف انه يقوم حالياً بتكوين مخزون كبير من الخامات ومستلزمات الإنتاج للاستفادة من الانخفاض في سعر اليورو خاصة تلك المستوردة من السوق الأوروبية مشيرا إلي ان الشركة تعتمد بصفة أساسية علي الاستيراد وليس التصدير.
يقول الدكتور عمر عبدالهادي رئيس شركة الحديد والصلب ان الشركة لم تستفد من انخفاض سعر اليورو لأن التعاملات مع الأسواق الخارجية تتم بالدولار وليس باليورو.
قال إن الشركة نجحت الشهر الماضي في تصدير 16 ألف طن ولكنها تعاقدات تمت قبل أزمة اليورو ألمح أن 50% من إنتاج الشركة متوقف بسبب الركود في سوق الحديد وتعتمد علي إنتاج شركات الصلب فقط.

» تصاعد أزمة النقل الجوى بين مصر والسعودية