أعلنت هيلاري كلينتون ـ وزيرة الخارجية الامريكية ـ أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استخدام قوتها الدولية ولكن "بشكل مختلف" ولا يمكنها الاعتماد فقط على ما وصفته بالنموذج العسكري للدبلوماسية ،وذلك خلال كلمة لها أمام معهد بروكينجز عن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة للأمن القومي التي كشف عنها البيت الأبيض في وثيقة تم نشرها أمس الاول .
.وقالت وزيرة الخارجية الامريكية "نحن لسنا أقل قوة، لكننا بحاجة إلى استخدام قوتنا بأشكال مختلفة ، فنحن الآن نتحول من الاستخدام والتطبيق المباشر للقوة إلى مزيج أكثر تطورا يتم خلاله استعمال القوة والنفوذ بشكل غير مباشر، لذلك فإن القوة الذكية ليست مجرد شعار وإنما في الواقع تعني شيئا."
وقالت كلينتون إن الجيش الأمريكي نفسه الذي يخوض حربين في العراق وأفغانستان، أصبح يدرك محدودية استخدام القوة ، موضحا خلال كلمتها أن "أحد الأخطاء التي اعتقد الجيش الأمريكي أنها ارتكبت خلال عهد الحكومة السابقة هي أننا عَسْكرنا الوجود الأمريكي في مناطق الصراع. وهناك الكثير من الأسباب الوجيهة التي دفعتنا للقيام بذلك في الوهلة الأولى، ولكننا لا نستطيع الاستمرار في نموذج عسكري للدبلوماسية والتنمية، فيما نتوقع تحقيق النجاح في قضايانا الأخرى التي ننخرط فيها مع بقية الحكومات".
كما أضافت أن مصالح واشنطن تتعزز بالحفاظ على القيم الأمريكية بما فيها الديمقراطية وبناء التحالفات وتعزيز التنمية والاقتصاد، مشددة على أن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في عجزها المالي وديونها الحالية دون فقدان النفوذ وخيارات صنع القرار لافتة إلى أن هذا الأمر يعد أولوية قصوى لهذه الإدارة وسنراه منعكسا على إستراتيجيتها الجديدة للأمن القومي. ومع صدورها سنحاول أن نبدأ بخفض العجز مع السيطرة على الديون باعتبارها قضايا أساسية لأمننا القومي"