كنت أتوقع دخولي السجن في أية لحظة وضياع مستقبلي المهني والتسبب في فضيحة كبري لولدي وابنتي بسبب ايصالات الأمانة التي وقعتها بعدما تراكمت علي الديون وعندما فكرت في وسيلة للخلاص من أزمتي لم أجد أمامي سوي سرقة الأموال التي تحيط بي من كل جانب بمكان عملي وأتحمل مسئوليتها ويجذب بريقها حواسي في كل لحظة.. بهذه الكلمات بدأت فادية عبدالحليم محمد "46 سنة" "مسئولة الخزانة بقسم التشطيب والاستبدال بدار طباعة النقد" المتهمة بالاستيلاء علي 2 مليون و800 ألف جنيه من مطبعة البنك المركزي بالعمرانية اعترافاتها أمام أجهزة الأمن بوزارة الداخلية مبررة جريمتها بعد القبض عليها أمس الأول.
روت المتهمة قصتها منذ البداية وأنها التحقت بالعمل بالبنك المركزي منذ حوالي 20 عاما وانها كانت متميزة في عملها طوال تلك السنوات يعرف عنها الجميع الجدية والالتزام ويثق فيها جميع زملائها ورؤسائها ولم يشكك أحد في نزاهتها يوما وان ذلك ساعدها علي الترقي والتدرج الوظيفي بسرعة حتي حصلت منذ عدة سنوات علي درجة مصرف ممتاز ومنذ عام واحد اسندت اليها مسئولية الخزانة بقسم التشطيب والاستبدال بدار طباعة النقد وهو ماجعل دخلها الشهري من عملها يقفز لاكثر من 10 الاف جنيه وبالرغم من ذلك داعب الطمع وحب المال عقلي وراودني حلم الثراء بل رغبت بالغني الفاحش وعندما فكرت في وسيلة لتحقيق حلمي اهتديت الي الاتجار بالمشغولات الذهبية وبدأت في ذلك منذ ثلاث سنوات فقط عندما اشتريت كمية من كسر الذهب من الجواهرجي شهاب شحاته متري "45 سنة" الذي يمتلك محلا لبيع المصوغات الذهبية بمنطقة سكني بشبرا وبيع تلك الكمية لعادل ابراهيم محمد الذي يمتلك ورشة لتصنيع المجوهرات بحارة اليهود.
اضافت فادية في اعترافاتها أنه بعد تكرار عمليات شراء وبيع المجوهرات استطاعت ان تكسب ثقة صاحب المحل الذي تشتري منه وعندما طلبت منه الحصول علي المشغولات الذهبية علي ان تسدد ثمنها علي دفعات لم يمانع ورحب بالتعامل معها بتلك الطريقة مقابل ايصالات امانة توقعها علي بياض وتسلمه له ضمانا لحقه الا ان أمور تجارتها في المصوغت الذهبية لم تسر علي مايرام لعدم درايتها بأسرار تلك التجارة وخباياها فتوالت عليها الخسائر وبالرغم من ذلك تملكها العناد وواصلت تجارتها أملا في تعويض الخسارة حتي بلغت مديونيتها لصاحب محل المجوهرات أكثر من 7 ملايين ونصف المليون جنيه وبدأ في الضغط عليها بايصالات الأمانة وتهديدها بالسجن.
استطردت المتهمة في اعترافاتها قائلة "فقدت اتزاني اثر تهديدات الجواهرجي" ولاحت الاصفاد واسلاك القفص الحديدي أمام عيني حتي أنها تحولت الي كابوس يوقظني من نومي وفكرت في طريقة للخلاص من ذلك الكابوس وشعرت بأن ملايين الجنيهات التي أراها وألمسها بصورة شبه يومية تناديني ويهمس الشيطان في أذني بأن تلك الأموال هي السبيل الوحيد للخروج من أزمتي وترددت عدة مرات قبل ارتكاب جريمتي الا انني لم استطع المقاومة بعدما اعتمدت علي انه لايتم تفتيش السيدات اثناء الخروج من العمل ولم أتخيل ان يكتشف أحد أمري ولم يخطر ببالي لحظة ان كاميرات المراقبة سوف ترصد مراحل جريمتي لحظة بلحظة وكانت أول مرة اسرق فيها في شهر فبراير الماضي ولم يكتشف أحد جريمتي وبعدما سرقت 2 مليون و800 الف جنيه علي عدة مرات اكتشف مدير المطبعة اختفاء ال800 الف جنيه وأبلغ مباحث الاموال العامة فظللت أتوجه الي العمل بانتظام وتظاهرت بأني لا اعلم شيئا عن الجريمة لابعاد الشبهات عني حتي فوجئت برجال المباحث يلقون القبض علي ويواجهونني بالمشاهد التي سجلتها كاميرات المراقبة واقوال زميلاتي اللاتي سلمتهن مبالغ مالية من تلك التي سرقتها بعد اشتراكهن معي في جمعيات مالية كنت اتولي ادارتها.
ا