قصفت حركة طالبان الافغانية قاعدة قندهار الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) جنوب افغانستان متسببة في اصابة عدد من العسكريين والمدنيين. واعلنت الحركة امس مسؤوليتها عن الهجوم على قاعدة قندهار العسكرية التي أطلق مقاتلوها صواريخ وقذائف هاون عليها.
وقال يوسف أحمدي الذي يتبنى عادة الهجمات باسم طالبان، "هاجمنا قاعدة قندهار بالصواريخ الليلة الماضية"، وأضاف في اتصال هاتفي من مكان لم يحدد "أطلقنا عددا من قذائف الهاون لكننا لم نهاجم بالأسلحة الخفيفة".
وأعلن حلف شمال الأطلنطي أن عددا من جنود حلف شمال الأطلنطي ومدنيون يعملون في اكبر قاعدة في الجنوب الأفغاني جرحوا في انفجار خمسة صواريخ. وقالت قيادة القوات الدولية في كابول "أطلقت خمسة صواريخ على القاعدة وحاول عدة متمردين التوغل داخل القاعدة من طرفها الشمالي، لكن قوات الأمن تصدت لهم".
وقال ناطق باسم حلف الأطلسي إن الهجوم بدأ حوالي الساعة الثامنة من مساء السبت بالتوقيت المحلي بقصف صاروخي أعقبه بوقت قصير هجوم أرضي. وأضاف أن القاعدة أصيبت بخمسة صواريخ على الأقل، مما أسفر عن إصابة عدد من عناصر الحلف بجروح، بينما حاولت قوة من المسلحين اختراق سور القاعدة الدفاعي من جهة الشمال.
وتسبب قصف طالبان للقاعدة الجوية في الغاء ثلاثة وزراء بريطانيون زيارة لهم كانت مقررة للقاعدة امس.
وهذا هو الهجوم الثالث الذي تتعرض له قوات الناتو في أفغانستان خلال أسبوع، إذ تعرضت قاعدة باغرام الجوية يوم الأربعاء الماضي الى هجوم تبنته حركة طالبان قتل فيه عنصر أمني أمريكي من القوات الخاصة.
كما اعلن الحلف مقتل ثلاثة من جنوده ومدني يعمل لحساب القوات الدولية يوم أمس السبت في هجمات متفرقة جنوبي افغانستان.
في الوقت نفسه قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية ان حركة طالبان تدفع 1660 جنيهاً استرلينياً (حوالي 13 الف جنية مصري) مكافأة لكل عنصر يقتل جندياً من قوات الناتو.
وقالت الصحيفة إن الأموال المدفوعة تأتي من الأتاوات والضرائب التي تفرضها حركة طالبان على مزارعي الأفيون، والجهات المانحة في الدول الخليجية التي ترسل المال عبر دبي، ومن كبار قادة طالبان في باكستان.
واضافت أن 213 جندياً من قوات حلف الأطلسي قُتلوا هذا العام في افغانستان، من بينهم 41 جندياً بريطانياً، مما رفع قيمة المكافآت التي حصلت عليها عناصر طالبان إلى 350 ألف جنيه استرليني.
واشارت الصحيفة إلى أن حركة طالبان التي تتبع تكتيكات "اضرب واهرب" ضد الدوريات الراجلة وقوافل قوات الناتو، تستخدم المخبرين وتقارير وسائل الاعلام والسكان المحليين لتأكيد مقتل جنود حلف الأطلسي، وزادت حجم المكافآت المالية التي تمنحها لعناصرها مقابل قتل الجنود الأجانب.
ونسبت الصحيفة إلى قائد ميداني طالباني في اقليم خوست قوله "لا يمكننا أن نكذب على كبار قادتنا لأنهم قد يحققون لمعرفة ما إذا كان هناك قتال في تلك المنطقة، ونمنح أموالاً أيضاً لكل عنصر يستولي على معدات عسكرية أيضاً، ومن يستولي على بندقية يحصل على 1000 دولار، أي ما يعادل 690 جنيهاً استرلينياً".
كما نقلت عن قائد طالباني آخر في اقليم جازني قوله "لا نبالي إذا قتلنا الجنود الأجانب لأن ذلك سيضعفهم، كما أن سفك دمائهم يتيح لنا اطعام أسرنا".
وقالت الصحيفة إن زيادة المكافآت المالية لمقاتلي طالبان تأتي مع استعداد الحكومة الافغانية لعرض استراتيجيتها الرامية إلى انهاء التمرد، واجتذاب أكبر عدد من المسلحين بعيداً عن القتال من خلال توفير وظائف لهم في الزراعة والتدريب المهني على حرف نسج السجاد والنجارة والتعليم وادماجهم في قوات الأمن الافغانية بما في ذلك الشرطة السرية.